كتب :محمد أبوزيد
وسط أجواء مشحونة ومأساة مستمرة في غزة، يحاول رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصدير صورة المنتصر ، بينما تعكس الحقائق على الأرض هزيمته الواضحة أمام المقاومة الفلسطينية.
ومن المنشورات التي ألقتها قوات الاحتلال ليلة أمس في سماء غزة ، إلى إعلان نتنياهو تمسكه بالبقاء في "ممر فيلادلفيا" على الحدود المصرية-الغزاوية، تتكشف محاولات يائسة لرسم علامة نصر زائفة
منشورات ساخرة على أنقاض المأساة
في خطوة تفتقر إلى الإنسانية، ألقت قوات الاحتلال ليلة أمس منشورات تسخر من المقاومة الفلسطينية ومن مأساة سكان غزة، في محاولة لسحق الروح المعنوية. لكن هذه المحاولات تعكس يأسًا واضحًا أمام صمود الفلسطينيين، الذين تحدوا آلة الحرب الإسرائيلية ورفضوا الاستسلام.
ونشر سكان قطاع غزة صور لمنشورات القتها الطائرات الإسرائيليية ليلة أمس مكتوب عليها بالعربية هل بات النصر قريبا، وعبارات أخرى مشابهة مكتوبة على انقاض البيوت التي هدمت في غزة، وهو لا تصرف لا يقوم به الا شخص لا يثق في أنه حقق انتصارا كما يدعي.
اتفاق التهدئة... اعتراف بالهزيمة
رغم محاولاته المستميتة لتقديم نفسه كقائد قوي، وافق نتنياهو على اتفاق تهدئة يعكس هزيمته الصريحة. الاتفاق الذي جاء بعد وساطات قطرية ومصرية وأمريكية، يفرض على إسرائيل الانسحاب التدريجي من غزة وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، مقابل عدد محدود من الرهائن الإسرائيليين.
هذا الاتفاق يعكس تراجعًا واضحًا من نتنياهو، الذي كان قد رفض شروط التهدئة ذاتها قبل عام، مما يؤكد أن المقاومة نجحت في فرض إرادتها وإحباط مخططات الاحتلال.
جنرال إسرائيلي يعترف: حماس انتصرت
في شهادة صادمة، أكد الجنرال الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند أن حماس حققت انتصارًا واضحًا على الاحتلال، معتبرًا أن الحرب الأخيرة كانت "فشلًا مدويًا لإسرائيل".
وأوضح أن الاحتلال لم يتمكن من القضاء على بنية المقاومة أو منعها من إعادة بناء قدراتها، مما يضع إسرائيل في موقف ضعف مستقبلي.
"ممر فيلادلفيا"... وهم الانتصار
في خطاب متلفز، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تتخلى عن "ممر فيلادلفيا"، في محاولة لإظهار الحزم. لكنه تجاهل حقيقة أن المقاومة فرضت شروطها وأجبرته على الانسحاب التدريجي من القطاع، مما ينزع عن تصريحاته أي مصداقية.
محاولات بائسة لتجميل صورة نتنياهو
يبدو أن نتنياهو يحاول استخدام خطاباته وتصريحاته للتغطية على إخفاقاته. تركيزه على "الحق في العودة إلى الحرب" و"زيادة القوات في ممر فيلادلفيا" ليس إلا محاولة يائسة لإقناع الداخل الإسرائيلي بأنه لا يزال مسيطرًا، رغم أن الاتفاق يكشف عكس ذلك.
وانتشرت اخبار في الساعات الأخيرة تفيد أن وزراء من حكومة نتنياهو بكوا أثناء التصديق على اتفاق التهدئة
دلائل الهزيمة الإسرائيلية
1. فشل عسكري: لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها بالقضاء على المقاومة أو كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
2. انسحاب تدريجي: الاتفاق ينص على انسحاب قوات الاحتلال، وهو تنازل استراتيجي لصالح المقاومة.
3. إطلاق سراح الأسرى: قبول إسرائيل بتبادل الأسرى يُعد اعترافًا ضمنيًا بشرعية المقاومة ودورها.
تحليل نفسي لسلوك نتنياهو
يحاول نتنياهو التمسك بوهم الانتصار لتجنب الانقسامات الداخلية والانتقادات التي تواجهه في الحكومة والشارع الإسرائيلي. لكن هذا السلوك يعكس أزمة ثقة حقيقية، حيث أصبح واضحًا للجميع أن المقاومة نجحت في تغيير قواعد اللعبة وفرض شروطها.
صمود المقاومة... شوكة في حلق الاحتلال
رغم الحصار والتدمير، أثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على الصمود وتحقيق الانتصارات. نجاح المقاومة في فرض اتفاق التهدئة وإطلاق سراح الأسرى يعكس إرادة لا تُكسر.
نتنياهو، الذي يحاول الهروب من مرارة الهزيمة في غزة، لن يتمكن من التغطية على الفشل الواضح لسياساته العسكرية والسياسية. في المقابل، أثبتت المقاومة أنها الرقم الصعب في معادلة الصراع، وأنها قادرة على التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية وتحقيق انتصارات تاريخية.